ستعود قريبا مسرحية "ماكبث"، للكاتب المسرحي الانكليزي ويليام شكسبير، و تطل من جديد على عشاق المسرح الكلاسيكي و الفن الدرامي من خلال ركح المسرح الجهوي لسكيكدة، بعدما ينتهي جمال قرمي مخرج هذا العمل ، من وضع لمساته الفنية والجمالية و رؤيته الإخراجية الجديدة التي سيقدم بها هذا النص المسرحي للجمهور ،العمل الذي شرع في إنتاجه مؤخرا تحت إشراف فريد بوكرومة مدير مسرح سكيكدة.
أوضح المخرج جمال قرمي في تصريحه للجزائر الجديدة أنه بدأ في إنتاج هذا العمل الذي سيشارك في تجسيد أدواره كل من رؤوف بوفناز، ياسمين عبد المؤمن، زينو نصر الدين، فتحي عزيلة، جلال دراوي و صابر عميور، بعد ما أنهى الدكتور رابح فنون المعالجة الدرامية للنص، مشيرا إلى أن اختياره لهذا النص الذي يعد من أهم روائع شكسبير جاء بناءا لأحداثه التي يتضمنها و التي تعكس واقع ما يجري بالوطن العربي في الوقت الراهن، و تترجم أيضا الصراعات الدامية التي تخلفها سياسة الأنظمة القمعية الفاسدة، و الدكتاتورية التي فرضها المسؤولون الذين يلهثون وراء الجاه والسلطة، و قضاء مصالحهم الشخصية على حساب مصالح شعوبهم، دون مراعاة تداعيات ذلك على استقرار بلدانهم، مؤكدا أنه سيحاول إلى جانب ذلك كشف بشكل رمزي ما يجري في دواليب السلطات بالوطن العربي.
في السياق ذاته، أشار المتحدث إلى أنه سيعمل على تقديم هذا النص من خلال إبراز أهم الأحداث التي تساهم في تعميق الصراعات العربية من خلال طرح إشكاليتين أساسيتين وهما "الصراع على السلطة"، و إشكالية "التغيير"، مستعينا في ذلك ببعض الحوارات لشخصيات ثانوية بالعرض، قصد اكتمال البنية العامة للنص.
و عن رؤيته الإخراجية يقول المتحدث أنه سيقدم شخصية "ماكبث" برؤية إخراجية جديدة تجعل منه ومن صراعه على الحكم رمز له دلالة في واقعنا الراهن، لذلك فهو سينطلق من الواقعية و الطبيعة الموجودة في شخصيات العرض، و أنه سيعمل على تقديمها في فضاء فني و مشاهد كوريغرافية تتماشي مع الريتم و الصراع الداخلي الموجود في كل شخصية، و في ديكور لا يتوفر إلا على كرسي الذي يشكل العمود الفقري للعرض، مؤكدا أن رؤيته في استعانة بالموسيقى والحركة الجسد للممثل، تأتي بهدف نقل المتلقي من عالم إلي عالم آخر، و دفعه للدخول في جو العمل من خلال حواسه البصرية و السمعية، و ليدفعه أيضا لتعامل مع لغة العرض الذي ستغلب عليها لغة الإيحاءات و الدلالات السيميائية، لهذا يضيف جمال قرمي أن المتلقي سيكون مطالب بالاندماج الكلي حتى يستطيع تتبع أحداث العرض، التي سيصنعها الممثلين فوق خشبة المسرح الذي سيعملون حسبه على خلق مسافة جمالية فيما بينهم ، وهذه الجمالية الفنية سيساهم في تجسيدها إلى جانب ذلك، السينوغرافيا التي ستكون من تصميم إبراهيم الخليل، و الكوريغرافيا التي ستكون تحت إشراف رياض بروالي.
الجدير بالذكر، أن مسرحية "ماكبث" تدور أحداثها حول القائد الاسكتلندي "ماكبث" ، الذي يغتال ملكه "دنكن" ليعتلى عرش اسكتلندا ، ويتهم خدم الملك بقتله وهو نائم، وتنقلب نعمة الملك إلى نقمة بسبب الكوابيس التي تلاحق "ماكبث" وانتحار زوجته "الليدي ما كبث"، ومن ضمن الهلوسات التي لاحقت ب"ماكبث" رؤيته شبح صديقه "بانكو" بعد أن أستأجر رجلين لقتله هو وأبنه "فلينس" وتنجح عملية القتل، ولكن "فلينس" أبن بانكو يلوذ بالفرار، تنتهي المسرحية بمقتل ماكبث.